وضحا ظله حاسبه الله فأشد حسابه وأقل عفوه وقال بعد ذلك في كلام له وسترون بعدي ملكا عضوضا وأمة شعاعا ودما مفاحا فإن كانت للباطل نزوة ولأهل الحق جولة يعفو لها الأثر وتموت السنن فالزموا المساجد واستشيروا القرآن وليكن الإبرام بعد التشاور والصفقة بعد طول التناظر قوله فإذا وجب يريد مات وأصل الوجوب السقوط يقال قد وجبت الشمس تجب وجوبا إذا غربت ويقال دفعت الرجل فوجب أي سقط قال الله جل وعز " فإذا وجبت جنوبها " ويقال وجب القلب إذا خفق ويجب وجيبا وقوله نضب عمره أي نفد يقال نضب الماء إذا ذهب ينضب نضوبا قال الأصمعي والأصل في نضب بعد وقوله وضحا ظله أي صار شمسا وإذا صار الظل شمسا فقد بطل صاحبه وإنما أراد أنه مات يقال ضحا الرجل يضحي إذا صار في الشمس ومنه قول الله جل وعز " وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى " خبرني أبو حاتم عن أبي عبيدة أنه قال هو من الضحاء وهو الحر وأنشد بيت عمر بن أبي ربيعة [من الطويل] رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت * فيضحى وأما بالعشي فيخصر ومثل هذا المعنى قول كثير [من الوافر] فلما أن رأيت العيس صبت * بذي المأثول مجمعة التوالي وقحم سيرنا من قور حسمى * مروت الرعي ضاحية الظلال وقوله مروت الرعي يريد جمع مرت وهي الأرض الملساء التي لا نبات فيها يقول رعيها مرت أي رعى بها وظلها ضاح أي لا ظل فيها
(٢٥١)