وخبرني عبد الرحمن عن عمه أنه قال في قولهم لحم ساح هو بالتشديد ومعناه أنه من سمنه يصب الودك صبا قال الشاعر [من الوافر] وربت غارة أوضعت فيها * كسح الخزرجي جريم تمر يريد أنه صبها عليهم كما صب الخزرجي التمر فتفرق والجريم التمر المصروم والجرام الصرام ومسحاء فعلاء من مسحهم يمسحهم إذا مر بهم مرا خفيفا لم يقم فيه عندهم وهو يشبه المعنى الذي أراده أبو بكر رحمه الله لأنه أراد أن تكون غارته عليهم غارة سريعة لئلا تحشد له الروم وتجتمع عليه وما أكثر ما تأتي فعلاء ولم يأت للمذكر أفعل كقول امرئ القيس [من الرمل] ديمة هطلاء فيها وطف * طبق الأرض تحرى وتدر ولم يقل في المذكر أهطل إنما يقال سحاب هطل وكقول العجاج [من الرجز] حدواء جاءت من جبال الطور يريد الشمال وجعلها حدواء لأنها تحدو السحاب أي تسوقه وليس يقال للمذكر أحدى إنما يقال حاد وكذلك مسحاء ولم يقل في المذكر أمسح وفي مثل هذه الغارة أو نحوها قول ضمرة [من السريع] ماوي بل ربت ما غارة * شعواء كاللذعة بالميسم *:
يريد كأنها في سرعتها لذعة بميسم في وبر والشعواء المتفرقة وقال في حديث أبي بكر أنه قال في خطبة له " ألا إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك الملك إذا ملك زهده الله فيما عنده ورغبه فيما في يدي غيره وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الإشفاق فإذا وجب ونضب عمره