والراهطاء: ولم يذكر اشتقاقه قال وإنما يتخذ هذه الحجرة عددا له فإذا أخذ عليه بعضها خرج من بعض وكأن النافقاء هو الذي يخرج منه كثيرا لم يدخل فيه كثيرا قال أبو زيد هي التي يخرج منها إذا فزع فيقال قد نفق ونافق فشبه المنافق به لأنه يدخل في الإسلام بلفظه ويخرج منه بعقده كما يدخل اليربوع من باب ويخرج من باب وأما الفاجر: فهو المائل والفجور الميل قال لبيد [من الطويل] وإن أخرت فالكفل فاجر ولذلك قيل للكاذب فاجر لأنه مال عن الصدق وقال أعرابي في عمر رضي الله عنه وكان أتاه فشكا إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فقال له كذبت ولم تحمله من الرجز أقسم بالله أبو حفص عمر * ما مسها من نقب ولا دبر اغفر له اللهم إن كان فجر فكأن الفاجر المائل عن الحق وأما الملحد: فهو العادل الجائر عن القصد ومنه قول الله جل وعز " إن الذين يلحدون في آياتنا " أي يجورون ويعدلون ومنه سمي اللحد لأنه في ناحية ولو كان مستقيما لكان ضريحا يقال ألحدت ولحدت وكان الأحمر يفرق بينهما فيقول ألحدت ماريت وجادلت ولحدت جرت وملت وقد قرئ باللغتين جميعا يلحدون ويلحدون
(٥٩)