وكان بعض المحدثين يذهب في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " إلى التكفر في السلاح يريد ترجعوا بعد الولاية أعداء يتكفر بعضكم لبعض في الحرب وأما الظالم: فهو من قولك ظلمت السقاء إذا شربته قبل أن يدرك وظلمت الجزور إذا عقرته لغير ما علة وقال ابن مقبل يمدح قوما [من البسيط] هرت الشقاشق ظلامون للجزر يريد أنهم يعتبطونها وكانت العرب تذم بأكل العوارض وهي التي تنحر لعلة تحدث بها فيخشون عليها ان تموت فتذبح وكانوا يقولون بنو فلان أكالون للعوارض وكل من وضع شيئا في غير موضعه فقد ظلم فكأن الظالم هو الذي يزيل الحق عن جهته ويأخذ ما ليس له هذا وما أشبهه وأما الفاسق: فإن الفراء يذكر أنه الخارج عن طاعة ربه قال ومنه يقال فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها واحتج بقول الله تعالى " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " قال خرج عن طاعته وقد جرى ذكر هذا في ذكر تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم " الفأرة فويسقة " لا أعلمني سمعت في هذا شيئا عنن غير الفراء أما المنافق: فهو مأخوذ من نافقاء اليربوع وهو جحر من جحرته قال الزيادي عن الأصمعي وله أربعة جحرة والنافقاء وهو هذا الذي ذكرناه والقاصعاء تسمى بذلك لأنه يخرج تراب الجحر ثم يقصع ببعضه كأنه يسد به فم الجحر ومنه يقال خرج قد قصع بالدم إذا امتلأ ولم يسل والداماء: سمي بذلك لأنه يخرج التراب من فم الجحر ثم يدم به فم الآخر كأنه يطليه به ومنه يقال ادمم قدرك بشحم أو طحال أي اطلها به
(٥٨)