وفي حديث آخر أنه قال له أو لرجل آخر " ألك شاعة وهي المرأة وكذلك الطلة والحنة والعرس والحليلة وقوله " ولا سياحة " يريد مفارقة الأمصار والذهاب في سالأرض كفعل يحيى بن زكريا حين صاح ولزم أطراف الأرض وفعل غيره من سالأرض كفعل يحيى بن زكريا حين صاح ولزم أطراف الأرض وفعل غيره من عباد بني إسرائيل ومن هذا قيل " ماسح وسائح " إذا جرى فذهب وأراد أن الله جل وعز قد وضع هذا عن المسلمين وبعثه بالحنيفية السمحة وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يحل لأحد منكم من مال أخيه شئ إلا بطيب نفسه " فقال له عمرو بن يثربي يا رسول الله أرأيت إن لقيت غنم ابن عمي أجتزز منها شاة فقال " إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت الجميش فلا تهجها ":
يرويه عبد العزيز بن عمران عن عبد الملك بن حسن الحارثي عن عبد الرحمن بن سعد بن يثربي عن عمرو بن يثربي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك قال أبو محمد سألت الحجازيين عن خبت الجميش فأخبروني أن بين مكة والحجاز صحراء تعرف بالخبت والخبت الأرض الواسعة المستوية وإنما خص الخبت لسعته وبعده وقلة من يسكنه وحاجة الإنسان فيه إذا هو سلكه فأقوى فيه إلى مال أخيه فقد وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير هذا الحديث لابن السبيل في اللبن وفي التمر عند الضرورة فأما أصول المال فلا يعلم برخصة أتت فيه عنه وقال " تحمل شفرة " أي سكينا وزنادا أي مقدحة يريد إن أتت الناقة في هذا الموضع القواء بما تحتاج إليه لذبحها واتخاذها فلا تعرضن لها ونحو هذا قول العرب " حتفها تحمله ضأن بأظلافها " وأصله أن النعمان بن المنذر عمد إلى كبش فجعل في عنقه مدية وزندا ثم خلاه وقال من ذبحه قتلته به فمكث بذلك زمانا يجول ولا يعرض له أحد ثم أنه مر على أرقم