قوله رعيناه أي رعينا ما نبت عنه ومثل هذا كثير ولم أزل أسأل عن السبب الذي أمر له بقتل الكلاب وإخراجها حتى بلغني أن أبا جعفر المنصور سأل عمرو بن عبيد عن الحديث فيمن " اقتنى كلبا لغير زرع ولا حراسة أنه ينقص كل يوم من أجره قيراط " فقال عمرو بن عبيد هكذا جاء الحديث ولا أدري لم ذلك فقال المنصور خذها بحقها إنما قيل ذلك لأنه ينبح الضيف ويروع السائل وأنشد [من الكامل] أعددت للضيفان كلبا ضاريا * عندي وفضل هراوة من أرزن ومعاذرا كذبا ووجها باسرا * وتشكيا عض الزمان الألزن وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه " نهى عن لونين من التمر الجعرور ولون الحبيق " يرويه سليمان ابن كثير عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال الأصمعي الجعرور ضرب من الدقل يحمل شيئا صغارا لا خير فيه وأما لون الحبيق فإن الأصمعي قال عذق حبيق ضرب من الدقل ردئ والعذق النخلة بفتح العين والعذق الكباسة كأن التمر سمي باسم النخلة إذ كان منها وقال الأصمعي عذق ابن حبيق ولون الحبيق نحو ذلك أيضا لأن الدقل يقال له الألوان واحدها لون والمعنى أنه نهى أن يؤخذ هذان الضربان من التمر في الصدقة لرداءتها وكان الناس يخرجون شرار تمرانهم الصدقة فنهى عن ذلك وأنزل الله جل عز " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون
(١٧٧)