وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال " ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي " يرويه أبو عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم التميمة خرزة كانت الجاهلية تعلقها في العنق وفي العضد تتوقى بها وتظن أنها تدفع عن المرء العاهات وكان بعضهم يظن أنها تدفع المنية حينا ويدلك على ذلك قول الشاعر [من الطويل] إذا مات لم تفلح مزينة بعده * فنوطي عليه يا مزين التمائما قال أبو زيد التميمة خرزة رقطاء روى عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من تعلق تميمة فقد أشرك " وبعض الناس يتوهم أن المعاذات هي التمائم ويقول في قول عبد الله إن التمائم والرقى والتولة من الشرك ":
والرقى المكروهة ما كان بغير لسان العربية وليس كذلك إنما التميمة الخرز ولا بأس بالمعاذات إذا كتب فيها القرآن وأسماء الله عز وجل وأما شرب الترياق فلا أحسبه كرهه إلا لما يجعل فيه من لحوم الحيات فإذا لم يكن فيه ذلك فلا بأس به لأنه عليه الصلاة والسلام قد أمر بالتداوي وكان ابن سيرين يكره الترياق إذا كانت فيه الحمة يريد لحم الحيات إلا أن يكون للجاهلية في الترياق مذهب كمذهبهم في التميمة فكرهه لذلك وأما قول الشعر فإنه خاص له لأن الله تعالى يقول " وما علمناه الشعر وما ينبغي له وأما ما روي عنه من قوله