عمرو بن العاص قال " دخل يحيى بن زكريا بيت المقدس وهو ابن ثماني حجج فنظر إلى عباد بيت المقدس وقد لبسوا مدار الشعر وبرانس الصوف ونظر إلى متهدديهم أو قال مجتهديهم قد خرقوا التراقي وسلكوا فيها السلاسل وشدوها إلى حنايا بيت المقدس فهاله ذلك ورجع إلى أبويه فمر بصبيان يلعبون فقالوا يا يحيى هلم فلنلعب فقال إني لم أخلق للعب فأتى أبويه فسألهما أن يدرعاه الشعر ففعلا ثم رجع إلى بيت المقدس وكان يخدمه نهارا ويصبح فيه ليلا حتى أتت عليه خمس عشرة حجة فأتاه الخوف فساحا ولزم أطراف الأرض وغيران الشعاب " في حديث فيه طول قوله نظر إلى متهجديهم يعني المصلين بالليل يقال تهجدت إذا سهرت وهجدت إذا نمت قال الله جل وعز " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " وقوله يصبح فيه ليلا أي يسرج والمصباح السراج:
قوله ولا رهبانية يريد فعل الرهبان من مواصلة الصوم ولبس المسوح وترك أكل اللحم وأشباه ذلك وأصل الرهبانية من الرهبة ثم صارت اسما لما فضل عن المقدأر وأفرط فيه (219).
وقوله " ولا تبتل " يريد ترك النكاح واصل البتل القطع (220).
يقال بتلت الشئ وبلته ومنه قيل صدقة بتة بتلة كأنه قطعها من ماله ومنه قيل لمريم عليها السلام العذراء البتول يريد المنقطعة عن النكاح:
حدثني أبي حدثني أبو سفيان الغنوي حدثني محمد بن عمر الرومي ثنا أبو صالح العمي والعباس بن الفضل الأنصاري وأبو فاطمة مسكن الطاحي عن برد عن مكحول عن عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة الهلالي إن النبي صلى الله عليه وسلم " قال له يا عكاف ألك امرأة قال لا قال فأنت إذن من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منا فمن سنتنا النكاح " من حديث فيه طول [102 / أ].