وحدثني أبي قال حدثني عبد الرحمن عن عمه عن مالك عن الزهري أنه قال " لا يأخذ المصدق الجعرور ولا مصران الفأرة ولا عذق حبيق " قال وقال مالك بن أنس رحمه الله من عنده ولا يأخذ البردي قال الأصمعي ومصران الفأرة ضرب من التمر ردئ والبردي من أجود التمر فأراد أنه لا يأخذ الردي جدا ولا الجيد جدا ولكن يأخذ الوسط وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإن اسمها في كتاب الله جل وعز العشاء فإنما يعتم بحلاب الإبل يرويه وكيع عن سفيان عن عبد الله بن أبي لبيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قوله " يعتم بحلاب الإبل " وهو من عتمة الليل وعتمته ظلامه:
يقال قد عتم الليل يعتم وقد أعتم الناس إذا دخلوا في ظلمة الليل مثل أشملوا وأجنبوا إذا دخلوا في الشمال والجنوب وكانوا يحتلبون الإبل عند نتاجها بليل ويسقى اللبن الحي وكانوا يسمون تلك الحلبة العتمة وإنما سميت عتمة باسم عتمة الليل وهي ظلامه بقول فإنما يقع هذا الاسم على حلاب الإبل على الصلاة ويقال قرى عاتم أي بطئ وقد عتم قراه أي أبطأ وأعتم الرجل قراه إذا أخره قال الشاعر [من الطويل] فلما رأينا أنه عاتم القرى * بخيل ذكرنا ليلة الهضب كردما *:
ومنه يقال ضربه فما عتم أي ما احتبس في ضربه وقعد قدر عتمة الإبل أي احتبس بقدر احتباسها في عشائها وحدثني أبي قال أخبرني السجستاني عن أبي زيد الأنصاري قال سمعت العرب تقول للهلال إذا كان ابن ليلة عتمة سخيلة حل أهلها برميلة ولابن