أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب وقوله هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت فليس هذا شعرا وإن وافق في الوزن الشعر لأنه لم ينوه ولا قارنه بأمثاله وإنما هو وفاق وقع بينه وبين الشعر حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن صاحب الأخفش وأبي عبيدة أن رجلا سأل أبا عبيدة عن هذا من قول النبي عليه الصلاة والسلام فقال ما لم يعن به الشعر فليس بشعر والقليل من الكلام يتغير عن حاله بالقصد والنية وقد بينت هذا في كتاب " تبيين الغلط " وشرحته هناك بأكثر من هذا الشرح والشعر من غير كلام النبي صلى الله عليه وسلم كالكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح ولا بأس فيه إذا لم يكن فيه رفث ولا كذب مؤثم وإنما أقحم الله جل وعز عنه النبي صلى الله عليه وسلم ليخلص قلبه ولسانه للقرآن ويصون الوحي عن صنعة الشعر ولأن المشركين كانوا يقولون في القرآن أنه شعر وهم يعلمون أنه ليس بشعر وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصنع الشعر فلو كان يصنعه لوجدوا شاهدا على ما يدعون ولقالوا في القرآن أنه ضرب من شعره الذي يقوله وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أكثر منافقي هذه لأمة قراؤها " حدثنيه أبي حدثنيه يزيد بن عمرو عن عبد الله بن يزيد عن ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم
(١٨٤)