مناف إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل ذهب يربأ أهله فرأى العدو فخشي أن يسبقوه فجعل ينادي أو يهتف يا صباحاه وفي حديث آخر أنه لما نزلت هذه الآية " بات يفخذ عشيرته يدعوهم إلى الله جل وعز فقال المشركون لقد بات يهوت قوله يفخذ عشيرته أي يدعوهم فخذا فخذا وقولهم: يهوت أي ينادي يقال هيت بالقوم يهيت تهييتا إذا قال لهم هيت يت ويهوت أيضا من هوت هوت وفي حديث خيبر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا إلى النطاة وقد دله الله على مشارب كانوا يستقون منها ودبول كانوا ينزلون إليها بالليل فيتروون من الماء فقطعها فلم يلبثوا إلا قليلا حتى أعطوا بأيديهم " الدبول الجداول سميت بذلك لأنها تدبل أي تنقى وتصلح قال الكسائي يقال أرض مدبولة إذا أصلحتها بالسرجين وغيره حتى تجود وكل شئ أصلحته فقد دبلته ودملته ومنه يقال داملت الصديق إذا استصلحته قال الشاعر من الطويل شنئت من الإخوان من لست زائلا * أدامله دمل السقاء المخرق وقوله يربأ أهله أي يحفظهم من عدوهم والاسم الربيئة يقال هذا ربيئة القوم أي كالئهم وعينهم ويقال ربأتهم أربؤهم ربأ وإنما قيل له ربيئة لأنه يكون على جبل أو شرف ينظر ويقال إني لأربأ بك عن كذا أي أرفعك وما عرفت فلانا حتى أربأ لي أي أشرف وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر يأجوج ومأجوج فقال " عراض الوجوه صغار العيون صهب الشعاف ومن كل حدب ينسلون
(١٥١)