وقد التمست لهذا الحرف مخرجا فلم أجده إلا من مخرج واحد وهو أن تكون الهاء فيه مبدلة من حاء وهي تبدل منها لقرب مخرجها تقول مدحته ومدهته وهذا الأمر مهم لي ومحم بمعنى واحد فكأنه أراد جئ بطست رحرحة وهي لواسعة فأبدل من الحاء هاء يقال إناء رحراح إذا كان واسعا وأنشدني عبد الرحمن عن عمه للأغلب الراجز يذكر ساقيا [من الرجز] يعدو بدلو ورشاء مصلح * إلى إناء كالمجن الرحرح وإناء الحوض مصب الدلو وأنشد ابن الأعرابي [من الرجز] تمتهي ما شئت أن تمتهي * فلست من هوئي ولا ما أشتهي أراد تمدحي والهوء الهمة وقال ابن الأعرابي كان يقال التمته يزري بالألباء ولا يتمته ذوو العقول وقال في حديث آخر أنه كان بينما في حجر أبي طالب فكان يقرب إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف ويصبح الصبيان غمصا ويصبح صقيلا دهينا تصبيحهم غداؤهم والغمص والرمص واحد وهو الغمص في العين ومنه قيل لإحدى الشعريين الغميصاء وتقول الأعراب في أحاديثها أن سهيلا والشعريين كانت مجتمعة فانحدر سهيل فصار يمانيا وتبعته العبور فعبرت المجرة فسميت لذلك عبورا وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت وفي حديث آخر ذكر فيه اعتكافه بحراء فقال " فإذا أنا بجبرائيل على الشمس وله جناح بالمشرق وجناح بالمغرب فهلت منه وذكر كلاما ثم قال أخذني فسلقني بحلاوة القفا ثم شق بطني فاستخرج القلب وذكر كلاما ثم قال
(١٤٠)