يرويه محمد ابن بشر عن محمد بن عمرو عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خاليه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال في خطبته ذلك وقال في حديث آخر ذكر فيه اهلاك الله إياهم فقال " والذي نفس محمد بيده ان دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم قوله صهب الشعاف يريد شعر الرؤوس واحدها شعفة وهي أعلا الشعر وشعفة كل شئ أعلاه وكذلك شعفة الجبل قال الأصمعي قال رجل ضربني عمر رضي الله عنه فسقط البرنس عن رأسي فأغاثني بشعيفتين في رأسي يعني أنهما وقتاه الضرب وقوله تشكر أي تمتلئ ومنه قيل شكرت الشاة تشكر شكرا إذا امتلأ ضرعها لبنا وشاة شكري وبعضهم يتوهم انه تسكر سكرا من لحومهم والرواية بالشين معجمة وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من اقتراب الساعة اخراب العامر وعمارة الخرب وأن يكون الفئ رفدا وأن يتمرس الرجل بدينه تمرس البعير بالشجرة " حدثنيه أبي قال حدثنيه محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عمرو بن محمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قوله اخراب العامر وعمارة الخرب يريد نحوا مما يفعله الملوك من اخراب بناء جيد محكم وابتناء غيره في الموات والخراب في الأرض لغير ما علة الا اعطاء النفس الشهوة ومتابعة الهوى ويكون ان يريد ادالة موتان الأرض من عامرها في آخر الزمان حتى يخرب العامر بإلحاح الفتن عليه ويعمر الخراب وقد جاءت في هذا المعنى آثار منها " ان خراب البصرة بالغرق وخراب السواد بالسيف والجوع وخراب الجزيرة بممر الجيوش عليها وخراب خراسان بالترك " وقوله وأن يكون الفئ رفدا أي يكون الخراج الذي هو
(١٥٢)