محتضن أحد ابني بنته وهو يقول " والله إنكم لتجبنون وتبخلون وتجهلون وإنكم لمن ريحان الله وإن آخر وطأة وطئها الله بوج " يرويه سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة [87 / ب] قال سمعت ابن أبي سويد يقول سمعت عمر بن عبد العزيز يقول زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ثم ذكر ذلك قوله تبخلون وتجبنون وتجهلون سمعت قوما من حملة الحديث في مجلس إسحق يختلفون في هذه الحروف فيقول بعضهم هي مشددة ويقول بعضهم هي مخففة تبخلون وتجبنون وتجهلون وأنا مبين لك اجتماع فعلت وأفعلت في بعض الحروف وافتراقهما إن فعلت تأتي بمعنى أفعلت كقولك خبرت وأخبرت وبكرت وأبكرت وسميت فلانا لا فرق بينهما أيهما قلت فهو بمعنى الآخر وتدخل فعلت على إفعلت إذا أردت تكثير العمل والمبالغة كقولك أجدت وجودت وأغلقت الأبواب وغلقت وأقفلت وقفلت وأنزلت ونزلت:
وكذلك تدخل فعلت على فعلت بتكثير العمل والمبالغة كقولك كسرته وكسرته وفتحت الباب وفتحت الأبواب وطفت في البلاد وطوفت وتأتي فعلت أفعلت في حرفو يختلف المعنيان فيهما من ذلك قولك أكفرت الرجل وأضللتته إذا أدخلته في الكفر والضلال فإن أردت أنك رميته بهما نسبته إليهما قلت كفرته وضللته وكذلك حوبته وطلحته وفسقته وفجرته وسرقته وقد قرئ إن ابنك سرق أي نسب إلى السرق أو رمي به ومن ذلك أبخلت الرجل وأجهلته وأجبنته أي وجدته بخيلا جاهلا جبانا ومثله أحمدته وأذممته وأخلفته أي وجدته محمودا ومذموما ومخلافا للوعد