المتوفى سنة (930 ه / 1524 م) بغداد سنة (914 ه / 1508 م)، ويبدأ بعد استقرار الأوضاع له في العراق بتجديد عمارة مشهد الكاظمين (عليهما السلام)، وإحكام بنائها. فقلع البناء القديم من أساسه، وقام بوضع حجر الأساس لبناء محكم متين للروضة والرواق والصحن، وجد في تزيينه من الداخل والخارج بالقاشاني الملون. ثم بنى القبتين الشريفتين بطراز جميل، وزينهما بالقاشاني المعرق، وعوض المنارتين بأربع منائر، إلا أن بناءها قد توقف بعد أن ارتفعوا بها قليلا عن سطح الروضة. كما أمر ببناء المسجد المعروف بالجامع الصفوي شمال الروضة، وبنى حجرات في الصحن الشريف - بعد توسعته - لطلبة العلم والزائرين، وفضض أبواب الروضة المطهرة بصفائح من الفضة الخالصة.
وأخيرا أمر بصنع صندوقين من الخاتم المرصع بالعاج، ومزينين بنقوش جميلة، وكتابات بديعة نصبا على القبرين الأنورين بدلا من الصندوق الذي وضعه المستنصر بالله، الذي أمر الشاه إسماعيل بإرساله إلى المدائن ليوضع على قبر الصحابي الجليل سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، وبعد تأسيس دار الآثار العراقية نقل هذا الصندوق المستنصري إليها فوضع في متحفها.
وأهدى الشاه الصفوي قناديل الذهب والفضة، والمعلقات النفيسة فعلقت في سقف الروضة. وفرش أرضية الروضة والرواق حولها بالسجاد الثمين.
وتمت معظم أعمال البناء الأساسية والتزيين والخدمات الأخرى سنة (926 ه / 1515 م) كما جاء في نص الكتابة التي على قاشاني الباب الشرقي.
وأما الجامع الصفوي والروضة المباركة فلم ينته العمل بهما إلا في سنة (935 ه / 28 - 1529 م).
وفي سنة (941 ه / 1534 م) يوم الاثنين 24 جمادي الأولى دخل السلطان العثماني سليمان القانوني المتوفى سنة (974 ه / 1566 م) بغداد فاتحا،