قال: لم أرد أن آتيه بالحسن والله، وإلا فأنا نفي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن علي (عليه السلام)، بل أردت إن دخل عيني نوم حتى أضرب عليه بابه ومعي السيف، وإن قدرت عليه قتلته.
فقال له الحسين: بئسما تصنع، تكسر علينا أمرنا.
قال له يحيى: وكيف أكسر عليك أمرك، وإنما بيني وبين ذلك عشرة أيام حتى تسير إلى مكة، فوجه الحسين إلى الحسن بن محمد فقال: يا بن عمي، قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق، فامض حيث أحببت.
فقال الحسن: لا والله يا بن عمي، بل أجيء معك الساعة حتى أضع يدي في يده.
فقال له الحسين: ما كان الله ليطلع علي وأنا جاء إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وهو خصمي وحجيجي في دمك، ولكن أقيك بنفسي لعل الله أن يقيني من النار.
قال: ثم وجه، فجاءه يحيى وسليمان وإدريس بنو عبد الله بن الحسن، وعبد الله بن الحسن الأفطس، وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا، وعمر بن الحسن ابن علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام)، وعبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، ووجهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم، فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي (عليه السلام)، وعشرة من الحاج، ونفر من الموالي، فلما أذن المؤذن للصبح دخلوا المسجد ثم نادوا: أحد، أحد، وصعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله) عند موضع الجنائز، فقال للمؤذن: أذن بحي على خير العمل، فلما نظر إلى السيف في يده أذن بها، وسمعه العمري فأحس بالشر ودهش وصاح: أغلقوا الباب وأطعموني حبتي ماء.