ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه، فلو أنهم عبيدنا وجوارينا ما صح البيع والشراء. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة: " الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم " يعني صلوا وأكرموا مماليككم وجواريكم ونحن نعتقهم.
وهذا الذي سمعته غلط من قائله ودعوى باطلة، ولكن نحن ندعي أن ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهال يظنونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك، ونحن ندعي ذلك لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين، والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصدقة فهو حرام علينا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير.
وأما الغنائم والخمس من بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد منعونا ذلك، ونحن محتاجون إلى ما في يد بني آدم الذين لنا ولاؤهم بولاء الدين ليس بولاء الملك، فإن نفذ إلينا أحد هدية ولا يقول إنها صدقة نقبلها لقول النبي (صلى الله عليه وآله):
" لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت " - والكراع اسم قرية، والكراع يد الشاة - وذلك سنة إلى يوم القيامة. ولو حملوا إلينا زكاة وعلمنا أنها زكاة رددناها، وإن كانت هدية قبلناها.
ثم إن هارون أذن له في الانصراف، فتوجه إلى الرقة، ثم تقولوا عليه أشياء فاستعاده هارون وأطعمه السم فتوفي صلوات الله عليه (1).
7 - وعن أيوب بن الحسين الهاشمي، قال: قدم على الرشيد رجل