من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب (عليه السلام) حقه وإمامته من بعد محمد (صلى الله عليه وآله)، فعلمت أنه قد نعى إلي نفسه ودل على ابنه، فقلت: والله لئن مد الله في عمري لأسلمن إليه حقه، ولأقرن له بالإمامة، وأشهد أنه من بعدك حجة الله تعالى على خلقه والداعي إلى دينه.
فقال لي: يا محمد، يمد الله في عمرك، وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده.
فقلت: ومن ذاك جعلت فداك؟ قال: محمد ابنه [أي محمد بن علي الجواد].
قلت: فالرضا والتسليم. فقال: كذلك قد وجدتك في صحيفة أمير المؤمنين (عليه السلام)، أما إنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء، ثم قال: يا محمد، إن المفضل أنسي ومستراحي، وأنت أنسهما ومستراحهما، حرام على النار أن تمسك أبدا (1).
12 - عن زيد بن علي بن الحسين بن زيد، قال: مرضت فدخل الطبيب علي ليلا، ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما، فلم يمكنني تحصيله من الليل، وخرج الطبيب من الباب، وورد صاحب أبي الحسن (عليه السلام) في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه، فقال لي: أبو الحسن يقرئك السلام، ويقول لك: خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما، فأخذته وشربت فبرأت (2).