فقال عبد الله بن يحيى: يا أمير المؤمنين انا لا نجازي بذنوبنا الا في الدنيا؟ قال: نعم أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله:
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر؟ يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم [به] من المحن، وبما يغفره لهم، فان الله تعالى يقول: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (1) حتى إذا وردوا القيامة توفرت عليهم طاعاتهم وعباداتهم وان أعداء محمد وأعداءنا يجاريهم على طاعة تكون منهم في الدنيا وان كان لا وزن لها لأنه لا اخلاص معها حتى إذا وافوا القيامة، حملت عليهم ذنوبهم وبغضهم لمحمد صلى الله عليه وآله وخيار أصحابه فقذفوا لذلك في النار.
ولقد سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول: انه كان فيما مضى قبلكم رجلان أحدهما مطيع لله مؤمن والآخر كافر به جاهر بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه، ولكل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الأرض...
فقال عبد الله بن يحيى: يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني، فان رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس، حتى لا أعود مثله؟
قال: تركك حين جلست أن تقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) فجعل الله (2) ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك... (3).