وينشجون لما يرون من حال الشيخ واقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها (1) ثم رفع الشيخ رأسه فقال لابي جعفر عليه السلام: يا بن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه وخده، ثم حسر عن بطنه (2) وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثم قام فقال: السلام عليكم واقبل أبو جعفر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر ثم اقبل بوجهه على القوم: من أحب ان ينظر إلى رجل من اهل الجنة فلينظر إلى هذا، فقال الحكم بن عتيبة لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس (3).
[425] 2 - الطبري: باسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: خرج أبو محمد علي بن الحسين عليه السلام إلى مكة في جماعة من مواليه وناس من سواهم، فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها، فلما دنا علي بن الحسين عليه السلام من ذلك الموضع قال لمواليه: كيف ضربتم في هذا الموضع؟ وهذا موضع قوم من الجن هم لنا أولياء ولنا شيعة وذلك يضر بهم ويضيق عليهم، فقلنا: ما علمنا ذلك، وعمدوا إلى قلع الفسطاط، وإذا هاتف نسمع صوته ولا نرى شخصه وهو يقول: يا بن رسول الله لا تحول فسطاطك من موضعه فانا نحتمل لك ذلك، وهذا اللطف قد أهديناه إليك، ونحب ان تنال منه لنسر بذلك، فإذا جانب الفسطاط طبق عظيم واطباق معه فيها عنب ورمان وموز وفاكهة كثيرة، فدعا أبو محمد عليه السلام من كان معه فأكل وأكلوا من تلك