الشيعة في أحاديث الفريقين - السيد مرتضى الأبطحي - الصفحة ٢٥٠
ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر: أبشر وبشر واستبشر (1) فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه آله وهو على أمته ساخط الا الشيعة، ألا وان لكل شئ عزا وعز الاسلام الشيعة، ألا وان لكل شئ دعامة (2) ودعامة الاسلام الشيعة، ألا وإن لكل شئ ذروة (3) وذروة الاسلام الشيعة.، ألا وان لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة، ألا وان لكل شئ شرفا وشرف الاسلام الشيعة، ألا وان لكل شئ اماما وامام الأرض أرض تسكنها الشيعة والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا، والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم، ولا أصابوا الطيبات، مالهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية: (عاملة ناصبة تصلى نارا حامية) (4) فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن يخالفهم ينطقون بتفلت (5).
والله ما من عبد من شيعتنا ينام الا اصعد الله عز وجل روحه إلى السماء، فيبارك عليها، فإن كان قد أتى عليها أجلها، جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنته وفي ظل عرشه، وان كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه، لتسكن فيه والله ان حاجكم

(١) أبشر أي خذ هذه البشارة وبشر أي غيرك واستبشر أي افرح وسر بذلك. بحار الأنوار: ٦٥ / 82.
(2) الدعامة بالكسر: عماد البيت.
(3) الذروة والذروة: الغلو والمكان المرتفع، أعلى الشئ.
(4) الغاية (88): 4.
(5) تفلت إلى الشئ نازع إليه، يقال: أراه يتفلت إلى صحبتك أي ينازع إليها، والمعنى انهم يبتدرون إلى الكلام من دون تلبث وتمكث. وفي المرآة أي يصدر منهم فلتة من غير تفكر ورؤية.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست