بماله من درجاته، كاحاطته في الدنيا (لما يلقاه) بين يديه، ثم يقال له: وطنت نفسك على احتمال المكاره في موالاة محمد وآله الطيبين فقد جعل الله إليك ومكنك من تخليص كل من تحب تخليصه من أهل الشدائد في هذه العرصات.
فيمد بصره، فيحيط بهم، ثم ينتقد من أحسن إليه أو بره في الدنيا بقول أو فعل أو رد غيبة أو حسن محضر أو ارقاق، فينتقده من بينهم كما ينتقد الدرهم الصحيح من المكسور. ثم يقال له: اجعل هؤلاء في الجنة حيث شئت، فينزلهم جنان ربنا ثم يقال له: وقد جعلنا لك ومكناك من القاء من تريد في نار جهنم... (1) [174] 9 - الإمام العسكري عليه السلام: وإذا أخذنا ميثاقكم أن تقروا به، وأن تؤدوه إلى أخلافكم وتأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم إلى آخر مقدراتي في الدنيا ليؤمنن بمحمد نبي الله وليسلمن له ما يأمرهم في علي ولي الله عن الله وما يخبرهم به من أحوال خلفائه بعده القوامين بحق الله فأبيتم قبول ذلك واستكبرتموه (ورفعنا فوقكم الطور) الجبل أمرنا جبرئيل أن يقطع من جبل فلسطين قطعة على قدر معسكر اسلافكم فرسخا في فرسخ وجاء بها فرفعها فوق رؤوسهم فقال موسى: اما أن تأخذوا بما أمرتم به فيه، واما أن القي عليكم هذا الجبل، فالجؤوا إلى قبوله كارهين الا من عصمه الله من العناد فإنه قبله طائعا مختارا. ثم لما قبلوه سجدوا وعفروا، وكثير منهم عفر خديه لا لإرادة الخضوع لله ولكن نظر إلى الجبل هل يقع أم لا، وآخرون سجدوا مختارين طائعين.