واستبعاد كونه (عليه السلام) متصورا كما شاء مردود بما قيل في الملك: انه جوهر مجرد نوراني يتشكل بأشكال مختلفة الا الكلب والخنزير، وفي الجن انه جوهر مجرد ناري يتشكل بأشكال مختلفة حتى الكلب والخنزير.
ونقل في مجمع البحرين في مادة (خضر) ما حاصله: ان الله تعالى أعطى خضرا (عليه السلام) من القوة ما لو شاء أن يتصور بأي صورة شاء لتصور من جهة شدة اللطافة.
قيل: ومن ذلك تصور علي (عليه السلام) في كربلاء بصورة الأسد، فعانق جسد الحسين (عليه السلام) (1).
ولا يلزم من ذلك عيب ولا قدح كما توهمه بعض من لا تحصيل له، إذ لو عمل الدر، أو الياقوت، أو الذهب، أو الفضة مثلا على صورة الأسد لم يضر الصورة في حقيقة شئ منها ولو مثقال ذرة، وكذا لو عمل من السكر الأبيض بهذه الصورة، وكذا النور المحض لو انقلب صورا مختلفة.
نعم يلزم العيب والقدح لو تبدل الحقيقة أيضا كالصورة، وانقلبت الطبيعة بتنزل الماهية الانسانية مثلا إلى الحيوانية، ولا كلام في عدم جواز القول بذلك، وما نحن فيه ليس من هذا الباب كما ظهر من الأمثلة، فلا حاجة لنا بناء على ما مر من التوجيه إلى تأويل تصوره.
أولا: بأن عليا (عليه السلام) ظهر متلبسا بصورة الأسد في ظاهر الصورة بظهور صورة أسدية فوق سطح الصورة الانسانية.
وثانيا: بأنه (عليه السلام) تصرف في جليدية البصر، أي بصر المبصرين الناظرين، فصور فيها الصورة الأسدية، وهو في الخارج في غير هذه الصورة.
وثالثا: ان هذا الأسد المرئي لم يكن عليا (عليه السلام)، وانما كان من جنس الأسد المعروف، وله قصة مشهورة حاصلها: ان عليا (عليه السلام) وصاه بأن