اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٧٩
بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم، بل هو القلم الحقيقي حيث وجد فيه روح القلم وحقيقته وحده من دون أن يكون معه ما هو خارج عنه.
وكذلك الميزان مثلا فإنه موضوع لمعيار يعرف به المقادير وهكذا، وله معنى واحد هو حقيقته وروحه، وله قوالب مختلفة وصور شتى بعضها جسماني وبعضها روحاني، كما يوزن به الأجرام والأثقال مثل ذي الكفتين والقبان وما يجري مجراهما، وما يوزن به الشعر كالعروض، وما يوزن به الفلسفة كالمنطق، وما يوزن به بعض المدركات كالحس والخيال، وما يوزن به العلوم والأعمال كما يوضع ليوم القيامة، وما يوزن به الكل كالعقل الكامل، إلى غير ذلك من الموازين.
وبالجملة ميزان كل شئ يكون من جنسه، ولفظة الميزان حقيقة في كل منها باعتبار حد وحقيقة فيه، وعلى هذا القياس كل لفظ ومعنى. انتهى ما ذكره (1).
وأنا أقول: يمكن أن يقال ان جميع الصور الثلاثة التي صححها القوم كلها باطلة، وليس وضع الألفاظ مطلقا الا من باب الوضع الخاص والموضوع له العام الذي أبطلوه بالمرة، مثلا لوحظ في وضع الانسان أولا فرد من أفراده أو أكثر، وجعل الملحوظ عنوانا لكلية فوضع لفظ الانسان بإزاء هذا الكلي، إذ بدون رؤية شئ من أفراده لا يتصور الصورة النوعية الكلية.
وعند وضع لفظ (هذا) مثلا لوحظ فرد مشار إليه، ووضع اللفظ بإزاء كليه، ولو بملاحظة اعتبار تحقق الكلي في ضمن كل فرد منه بعد ذلك، ولوحظ في وضع لفظ (زيد) مثلا هذا الشخص الخاص، ووضع اللفظ بإزاء كلي هذا الشخص باعتبار تعدد حالاته في الأزمنة والأمكنة وغير ذلك، ولذا يصدق لفظ (زيد) حقيقة عليه في كل من الحالات المختلفة.
وصدق القرآن حقيقة على جميع هذه الأفراد الملفوظة أو المكتوبة انما هو مبتن على المقدمة المذكورة، إذ القرآن النازل أولا من القلم إلى اللوح لوحظ على هيئة الخاصة، ووضع لفظ القرآن لكل ذلك الفرد الملحوظ، ولو باعتبار وجوده في

(1) تفسير الصافي 1: 31، المقدمة الرابعة.
(٧٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891