رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة، فقالت: لبيك لبيك حاجتك يا رسول الله.
فقال: يا فاطمة ان علي ابن أبي طالب من قد عرفت قرابته، وفضله، وكرامته، ونبله، وسابقته، وإسلامه، ومنزلته عندي ومقامه، واني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إلى حضرته، وقد ذكر علي (عليه السلام) من أمرك شيئا في تلك الساعة، فما ترين في ذلك يا فاطمة؟.
فسكتت (عليها السلام) ولم تول وجهها، ولم يظهر كراهة منها، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عندها وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها، وفي رواية أخرى أنها قالت في الجواب: يا رسول الله أنت أولى بما ترى، غير أن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين، ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، ضاحك السن، فقير لا مال له.
قال المجلسي (رحمه الله): الدحداح: القصير السمين، واندح بطنه اتسع، والكردوس: كل عظمين التقيا في مفصل كالركبتين والوركين والمنكبين، والأنزع:
هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته (١).
فبين النبي (صلى الله عليه وآله) جملة من فضائل علي (عليه السلام) في خبر طويل حاصله ان عليا أمير المؤمنين مختار الله بين الناس بعده، وأنه تعالى جعله وزيرا له، وكتب ذلك في صخرة بيت المقدس، وفي سدرة المنتهى، وفي قوائم العرش وشجرة طوبى التي يجري من أصلها نهر ينفجر منه الأنهار الأربعة، أي نهر ماء غير آسن، ونهر لبن لم يتغير طعمه، ونهر خمر لذة للشاربين، ونهر عسل مصفى، وهي الأنهار المذكورة في قوله تعالى:
﴿مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات...﴾ (2) الآية.