رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت أنيسه ومونسه عند الشدائد والمحن، وبذلت أموالا كثيرة في مصارف ختم الأنبياء.
وهي أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) من النساء، وقد نزل جبرئيل إلى النبي عليه الصلاة والسلام مرارا عديدة بالسلام من الله السلام على خديجة (عليها السلام)، وكانت تقول في جواب كل سلام: إن الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام، وعلى جبرئيل السلام، وعليك يا رسول الله الصلاة والسلام (1).
وهذا من كمال فضلها وفضل كمالها، حيث كانت هي عارفة فطنة عاقلة عالمة بأنه لا يصح السلام على الله سبحانه، وقد مرت الإشارة إلى جملة من فضائلها (عليها السلام)، وإلى أن سيدة نساء أهل الجنة أربعة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم. وروي أنهما رفيقتا خديجة في الجنة، وهما أيضا من جملة أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) فيها، وروى كلثوم أخت موسى بن عمران (عليها السلام) أيضا معهما.
وكانت خديجة سلام الله عليها تزوجت قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزوجين، أولهما عتيق بن العائد المخزومي، وولدت منه بنتا واحدة وهي أم محمد بن صفي المخزومي، ثم تزوجت هند بن زرارة التيمي وولدت منه هند بن هند، ولذا كانت كنيتها أم هند (2).