اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٢٣٩
فأتى عمر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال مثل ما قاله أبو بكر، وخطب لنفسه فاطمة (عليها السلام)، فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله) بما أجاب به أبا بكر، فرجع عمر فذكر له القصة، ثم قال: وأنا أظن أن رسول الله أخرها لبعض رؤساء العرب ممن له قدر وشوكة حتى يعتضد به في أمره، ويصل له القدرة والقوة.
وهما كانا في تلك الحالة إذ أتاهما عبد الرحمن بن عوف، فسمع المقال وعرف الحال فقال: أنا أروح إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأخطبها لنفسي، وأنا أظن أن يزوجها مني لكثرة مالي ورفاه حالي، وان النبي (صلى الله عليه وآله) رجل فقير لا مال له يمكن أن يميل إلى المال ليصرفه في بعض المهمات والأشغال.
فذهب إلى داره بدل ثيابه بألبسة فاخرة، وتزيا بهيئة رائقة، وطيب ثيابه، وعطر أثوابه، فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فخطبها لنفسه بنحو ما خطب غيره، فلم يجبه النبي (صلى الله عليه وآله) وسكت، فظن عبد الرحمن أن غرض النبي (صلى الله عليه وآله) أن يعين مهرها فقال: يا رسول الله وأصدقها إبلا كذا، وغنما كذا، وعبدا كذا، ومن الذهب والفضة كذا.
فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) ومد يده الشريفة وأخذ قبضة من رمال المسجد وطرحها في حجر عبد الرحمن، فقال: خذها إليك حتى يكثر بذلك مالك، فسبح تلك الرمال والأحجار في كف النبي المختار، فلما استقرت الرمال في حجر عبد الرحمن فإذا هي در ومرجان، فقال (صلى الله عليه وآله): يا عبد الرحمن ألم أقل لكم مرة بعد أخرى أن أمرها إلى ربها، فوالله لو خطبها مني أحد بعد ذلك لدعوت الله تعالى عليه، فأنشأ حينئذ كعب بن مالك الأنصاري هذه الأبيات:
فان يك موسى كلم الله جهرة * على جبل الطور المنيف المعظم فقد كلم الله النبي محمدا * على الموضع العالي الرفيع المسوم وإن يك نمل البر يوهم كلمت * سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمى فهذا نبي الله أحمد سبحت * صغار الحصى في كفه بالترنم عليه سلام الله ما هبت الصبا * وما دارت الأفلاك طورا بأنجم (1)

(١) تفسير روض الجنان لأبي الفتوح الرازي 14: 248 / سورة الفرقان.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891