اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ١٢٨
فكأنما خمر ولا قدح * وكأ نما قدح ولا خمر (1) وهو في عالم الأمر والكلمة الإلهية التي أشير إليها في حديث كميل، وجعل لها خمس قوى منها البقاء في الفناء والنعيم في الشقاء، بل هو أعلى من هذه المرتبة أيضا، وهذه المرتبة أقدم وأشرف بالنسبة إلى النبوة والرسالة بل فوقها بمراتب كثيرة.
ولهذا ذكر في آية الإسراء بلفظ العبد دون أن يقال: بنبيه ورسوله، إذ لولا هذا النحو من العبودية لم يكن له أن يعرج بالمعراج الجسماني، ويسير في جميع ذرات الموجودات من الدرة إلى الذرة، والدنيا والآخرة، والعوالم الزمانية والدهرية والسرمدية كلها في دقيقة واحدة، وفي بعض الأخبار في ساعة واحدة.
وليس المراد الساعة المعهودة، بل المراد تقليل المدة، وبلحاظ هذا المقام قال عليه الصلاة والسلام: ((من رآني فقد رأى الحق)) (2) أي من حيث الحكاية لا الحلول ولا العينية، كما لو قال المرآة المقابلة للشمس المواجهة لها: من رآني فقد رأى الشمس، فإنه صحيح بالوجه الأول دون الأخيرين لعدم صحتهما البتة.
وكل من زكى نفسه وأطاع ربه، فيكون له في رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسوة حسنة بقدر ما حصل من التزكية وما فيه من القابلية، فيحصل له نوع مظهرية

(١) راجع تفسير صدر المتألهين ٣: ١٩٠، ثم قال (قدس سره):
وهذا الدعوى - أي فنآء العبد عن نفسه وبقائه بنور الحق على ما هو مشهود العارفين بالعيان - مما أقيم عليه البرهان، وهو معلوم من علم النفس وكيفية تطوراتها في الأطوار واتحادها في مدارج الاستكمال بالعقل الفعال... ومثاله حال الفراش مع الشمع واشتعاله بشعلة الشمع، فلما بذل الفراش للشمع وجوده نال من وجود الشمع مقصوده... ومثال آخر:
الحديدة الحامية بالنار حيث إنها لا يزال تتقرب وتتشبه بالنار حتى تزول عنها الهوية الحديدية، وتصير فانية في هوية النارية، وتفعل فعلها من الإحراق والإضاءة.
فلا تتعجب من النفس إذا استشرقت بنور الله، واتصلت بعالم الربوبية وتخلقت بأخلاق الله ففعلت ما فعلت بقدرة الله لا بقدرتها، وسمعت بسمع الله، وبصرت ببصره...
(٢) النهاية 1: 413 / حقق، عنه البحار 61: 235، وتفسير صدر المتألهين 2: 201، وشرح دعاء الصباح للسبزواري: 31، وأورده البخاري في صحيحه 9: 653 ح 1830 كتاب التعبير.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891