سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٨ - الصفحة ٨١
الخامس: في الصبح:
روى الأئمة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: (كن نساء المؤمنات، يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح وهن متلفعات بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس) (1).
وفي رواية للإمام الشافعي، والبخاري: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الصبح بغلس، فينصرف النساء لا يعرفن من الغلس) (2).
زاد البخاري: (ولا يعرف بعضهن بعضا).
وروى الشافعي عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله تعالى عنه - أنه وصف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (كان يصلي الصبح ثم ينصرف وما يعرف الرجل منا جليسه، وكان يقرأ بالستين إلى المائة) (3).
وروى البزار برجال ثقات عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - قال: (كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ثم نتفرق وما نعرف بعضنا) (4).
وروى الطبراني - بسند جيد - عن حرملة قال: (انطلقت من وفد الحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بنا الصبح، فلما سلم جعلت أنظر وجه الذي جنبي فما أكاد أعرفه من الغلس... الحديث).
وروى ابن ماجة عن مغيث بن سمي قال: (صليت مع عبد الله بن الزبير الصبح بغلس، فلما سلم أقبلت على ابن عمر فقلت ما هذه الصلاة؟ قال: هذه صلاتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر، فلما طعن عمر أسفر بها عثمان) (5).
وروى الطيالسي بسند صحيح عن قيلة بنت مخرمة - رضي الله تعالى عنها - أنها قالت:
(صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر حين انشق والنجوم شابكة في السماء، ما نكاد نتعارف مع ظلمة الليل، والرجل ما تكاد تتعارف) (6).

(1) أخرجه البخاري 2 / 349 في الأذان (867) ومسلم 1 / 446 (232 / 645) متلفعات: أي متجللات ومتلفقات، وبمروطهن: أي بأكسيتهن واحدها مرط بكسر الميم شرح مسلم للنووي 5 / 143.
(2) انظر المصدرين السابقين.
(3) البخاري 2 / 26 (547) والبيهقي 1 / 454.
(4) البزار كما في الكشف 1 / 195 وقال الهيثمي رجاله ثقات المجمع 1 / 317.
(5) أخرجه ابن ماجة 1 / 221 (671).
(6) أخرجه الطيالسي (1 / 73) حديث (300) وأخرجه الطحاوي 1 / 105.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست