وروى مسدد، والحارث، عن حميد بن هلال، (رحمه الله تعالى) أن البراء بن معرور توفي قبل قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فلما قدم صلى على قبره وكبر عليه أربع تكبيرات.
وروى الإمام أحمد، والنسائي، وابن ماجة، عن يزيد بن ثابت - زاد ابن ماجة، وكان أكبر من زيد ثم اتفقوا - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما وردنا البقيع إذا هو بقبر جديد، فسأل عنه، فقالوا: فلانة، فعرفها، فقال (ألا آذنتموني بها؟ فإن صلاتي عليها رحمة) قالوا: كنت قائلا صائما، فكرهنا أن نؤذيك، فقال: (لا تفعلوا لا يموتن فيكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به) ثم أتى القبر فصفنا خلفه) (1).
وروى الدارقطني عن ابن عباس (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على قبر بعد شهر) (2).
وروى الترمذي مرسلا، عن ابن المسيب، رحمه الله تعالى (أن أم سعد - رضي الله تعالى عنها - ماتت والنبي - صلى الله عليه وسلم - غائب فلما قدم صلى عليها، وقد مضى لذلك شهر) (3).
وروى الطبراني في (الأوسط) - قال الضياء المقدسي في (أحكامه) لا بأس بإسناده - عن أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصلى على الجنازة بين القبور) (4).
الثالث. في صلاته - صلى الله عليه وسلم - على الغائب.
روى الإمام أحمد، والشيخان، والنسائي، عن جابر، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، عن عمران بن حصين، والإمام أحمد، عن ابن عباس وابن ماجة، عن مجمع بن جارية، والإمام أحمد، وابن ماجة عن حذيفة بن أسيد، والإمام أحمد عن جرير، وابن ماجة عن ابن عمر، وأبو يعلى عن سعيد بن زيد والطبراني برجال ثقات عن أنس، والطبراني عن أبي سعيد الخدري، والطبراني عن وحشي بن حرب - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش) وفي رواية: (أخ لكم مات بغير بلادكم)، قالوا: من هو يا رسول الله؟
قال: (أصحمة النجاشي فهلم فصلوا عليه) فقمنا فصففنا صفين فصلى عليه كما يصلي على الميت، وكبر أربعا، وقال: (استغفروا لأخيكم) (5).