وعن الأعمش عن عبد الله بن سنان (1) قال: خرج علينا عبد الله بن مسعود ونحن بالمسجد وكان على بيت مال الكوفة والوليد بن (عقبة بن) أبي معيط أمير الكوفة فقال (ابن مسعود): يا أهل الكوفة فقدمت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب أمير المؤمنين ولم يكتب بها براة.
فكتب الوليد بن عقبة إلى عثمان في ذلك فنزعه عن بيت المال فنقم عليه الناس ذلك.
ومن ذلك ما ذكره ابن أبي شيبة (2) قال: كتب أصحاب محمد عيب عثمان وما نقموه عليه من صحيفة وقالوا: من يذهب بهذه إليه؟ فقال عمار (بن ياسر): أنا. فذهب بها إليه فلما قرأها قال: أرغم الله أنفك. (وأنف من بعثك بها. قال عمار:) وأنف أبي بكر وعمر. قال: فقام إليه (عثمان) فوطأه حتى غشي عليه!!! فنقم عليه ذلك.
ومن ذلك أن عثمان (رض) ولى الكوفة الوليد بن عقبة غلاما شابا، فلما صلى بهم الصبح صلى ثلاثا وقال: لو شئتم زدتكم ركعة - وهو سكران!!! - فقامت البينة على ذلك عند عثمان فقال لطلحة: قم فاجلده. فقال (طلحة): لم أكن من الجلادين. فقام إليه علي فجلده، وفيه يقول الحطيئة / 112 / ب /:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * أن الوليد أحق بالغدر نادى وقد تمت صلاتهم * ليزيدهم خيرا على خير ليزيدهم خيرا ولو قبلوا * لجمعت بين الشفع والوتر كبحوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري (3)