جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٧٨
وعن الأعمش عن عبد الله بن سنان (1) قال: خرج علينا عبد الله بن مسعود ونحن بالمسجد وكان على بيت مال الكوفة والوليد بن (عقبة بن) أبي معيط أمير الكوفة فقال (ابن مسعود): يا أهل الكوفة فقدمت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب أمير المؤمنين ولم يكتب بها براة.
فكتب الوليد بن عقبة إلى عثمان في ذلك فنزعه عن بيت المال فنقم عليه الناس ذلك.
ومن ذلك ما ذكره ابن أبي شيبة (2) قال: كتب أصحاب محمد عيب عثمان وما نقموه عليه من صحيفة وقالوا: من يذهب بهذه إليه؟ فقال عمار (بن ياسر): أنا. فذهب بها إليه فلما قرأها قال: أرغم الله أنفك. (وأنف من بعثك بها. قال عمار:) وأنف أبي بكر وعمر. قال: فقام إليه (عثمان) فوطأه حتى غشي عليه!!! فنقم عليه ذلك.
ومن ذلك أن عثمان (رض) ولى الكوفة الوليد بن عقبة غلاما شابا، فلما صلى بهم الصبح صلى ثلاثا وقال: لو شئتم زدتكم ركعة - وهو سكران!!! - فقامت البينة على ذلك عند عثمان فقال لطلحة: قم فاجلده. فقال (طلحة): لم أكن من الجلادين. فقام إليه علي فجلده، وفيه يقول الحطيئة / 112 / ب /:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * أن الوليد أحق بالغدر نادى وقد تمت صلاتهم * ليزيدهم خيرا على خير ليزيدهم خيرا ولو قبلوا * لجمعت بين الشفع والوتر كبحوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري (3)

(١) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: ج ٣ ص ٩١ ط سنة (١٣٤٦) بمصر: " ومن حديث ابن أبي قتيبة، عن الأعمش عن عبد الله بن سنان... ".
(٢) رواه ابن أبي شيبة في الحديث: (١٠٦٨٨) في كتاب الامراء من المصنف: ج ١١، ص ٩٠ ط ١، قال:
حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: كتب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عيب عثمان...
(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب العقد الفريد: ج ٣ ص ٩٢ ط ٢ بمصر، وكلن فيه: " مسكوا عنانك ". وفي أصلي: " كبحوا عتابك... ولو تركوا عتابك... ".
يقال: كبح فلان دابته - على زنة منع وبابه -: جذبها باللجام حتى تقف ولا تجري.
والابيات رواها أيضا البلاذري في ترجمة عثمان من كتاب أنساب الأشراف: ج 5 ص 22 ط المستشرقين قال:
وفي الوليد يقول الحطيئة وهو جرول ابن أوس بن مالك بن جوية... وفيه: " حبسوا عنانك ..... ".
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319