جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية (1) قال الشعبي: دخلت عكرشة بنت الأطروش بن رواحة (2) على معاوية بن أبي سفيان وهي متوكئة على عكاز فسلمت عليه بالخلافة وجلست، فقال لها (معاوية):
يا عكرشة الان صرت عندك أمير المؤمنين؟ قالت: نعم إذ لا علي حي. قال: ألست المتقلدة بالسيف بصفين (3) وأنت واقفة بين الصفين تقولين: أيها الناس * (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * إن الجنة لا يرحل عنها من أوطنها / 126 / أ / ولا يهرم من سكنها ولا يموت من دخلها (4) فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا ينصرم همومها، فكونوا قوما (مستبصرين في دينهم) مستظهرين بالصبر على حقهم (5) إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب وغلف القلوب لا يفقهون الايمان ولا يدرون الحكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه، واستدعاهم إلى الباطل فلبوه، فالله الله عباد الله في دين الله وإياكم ( والتواكل) والتواني فإن ذلك ينقض عرى الايمان ويطفئ نور الحق هذه بدر الصغرى والعقبة الكبرى يا معشر المهاجرين والأنصار امضوا سيرة (بصيرتكم واصبروا على) عزيمتكم فكأني بكم غداة وقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة تصقع صقع البعير (وتروث روث العتاق) (6).

(١) كذا في أصلي، وفي ترجمتها من العقد الفريد: ج ١، ص ٢١٥ ط ٢: " بنت الأطروش ".
وذكرها أيضا ابن عساكر، ولكن قال: " بنت الأطش بن رواحة ". كما في ترجمتها تحت الرقم:
(٧٢) من تراجم النساء من تاريخ دمشق ص ٢٥٤ ط ١.
ومثله ذكره ابن طيفور ولكن لم يذكر أباها كما في بلاغات النساء، ص ٧٠.
(٢) وساق ابن عساكر سند القصة إلى أن قال: عن عكرمة وعبد الله بن سليمان عن أبيه قالا: دخلت عكرشة..
(٣) وفي بلاغات النساء وتاريخ دمشق: ألست صاحبة الكور المسدول والوسط المشدود، والمتقلدة بحمائل السيف....
(٤) وفي بلاغات النساء: إن الجنة دار لا يرحل عنها من قطنها، ولا يحزن من سكنها، فابتاعوها بدار لا يدم نعيمها...
(٥) ما بين المعقوفين مأخوذ من العقد الفريد.
(٦) ما وضعناه بين المعقوفين الأولين أخذناه من كتاب العقد الفريد، وما وضع بين المعقوفين الثانيين أخذ من بلاغات النساء وفيه: " فكأني بكم غدا قد لقيتم أهل الشام كالحمر النهاقة والبغال الشحاجة تضفع ضفع البقر (ظ) وتروث روث العتاق ".
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319