جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٨١
السماء والأرض لا يرقأ بيد ولا يهبط برجل!!! والله إن قتلتك لا أصيب منك خلفا، ولئن قتلتني لا أجد منك خلفا؟ ما أحب والله البقاء بعدك!!!
فقال مروان: إي والله وأحرى إنه لا ينال ما وراء ظهورنا حتى تكسر رماحنا وتتقطع سيوفنا فما خير العيش بعد هذا؟!
فضرب عثمان في صدره وقال: ما يدخلك في كلامنا؟
فقال علي رضي الله عنه: والله إني لفي شغل عن جوابكما ولكني أقول كما قال أبو يوسف: * (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) * (18 / يوسف: 12).
وقال ابن عباس: أرسل إلي عثمان فقال: اكفني ابن عمك. فقلت (له): إن (ابن) عمي ليس كما تظن ولا بالرجل الذي ترى فأرسلني (إليه) بما أحببت فهو سامع لك ومطيع. قال (عثمان: قل له): يخرج إلى ماله ب‍ " ينبع ".
(قال ابن عباس:) فأتيت عليا وخبرته (بما قال عثمان) فقال: نعم ولا يجدني عثمان (إلا) سامعا لامره مطيعا، ثم أنشد:
فكيف به إني أداوي جراحه * فتدوى فلا مل المداوي ولا الدوا (1) اما والله إني لخير القوم وأنصحهم له، وأكثرهم إشفاقا عليه.
(قال ابن عباس:) فأتيت عثمان فأخبرته فأنشد:
فكيف به من (أن) أداوي جراحه * فيدوى فلامل المداوي ولا الدوا؟
فخرج علي إلى " ينبع " مبادرا لامره فكتب إليه عثمان حين اشتد به الامر:
أما بعد فقد بلغ السيل الزبى وتجاوز الخلع الطبيين وطمع في كل ضعيف النفس فأقبل إلي على كل حال / 113 / ب / صديقا أو عدوا!! ثم أنشد:
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل * وإلا فأدركني ولما أمزق قال: فأقبل إليه (علي) وبالغ في وعظ الناس ونهيهم عن التعرض له وقال:
لا يحل لكم التعرض إليه؟ ولا انتهاك حرمته فلم يسمعوا (منه) وكثر الهرج فكان يرسل بالحسن والحسين إليه كل يوم ويأمرهما بامتثال أمره ونهي الناس عنه ويبالغ في القول.
هذا ما ذكره (ابن عبد ربه) صاحب (كتاب) العقد (الفريد) (2).

(1) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد ها هنا وفي البيت التالي معا: " فلا مل الدواء ولا الداء ".
(2) كما في الطبعة الثانية بمصر سنة (1346) منه: ج 3 ص 88 - 93.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319