جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٤٩
الباب الخامس والخمسون فيما كان (بصفين) من تحكيم الحكمين وما كان منهما بعد ذلك قال أبو الحسن (المدائني): لما كان يوم الهرير وهو أعظم يوم بصفين زحف أهل العراق إلى أهل الشام فأزالوهم عن مراكزهم حتى انتهوا إلى سرداق معاوية فدعا بالفرس وهم بالهزيمة (ثم) التفت إلى عمرو بن العاصي فقال: ما عندك (لمثل هذه الساعة)؟ قال: تأمر بالمصاحف فترفع في أطراف الرماح ويقال: هذا كتاب الله بيننا وبينكم. ففعل (معاوية ذلك).
فلما نظر أهل العراق إلى المصاحف اختلفوا فقال بعضهم نحاكمهم إلى كتاب الله . وقال بعضهم: لا نحاكمهم لأنها على الحق واليقين من أمرنا ولسنا على شك ثم اجتمع أمرهم على التحكيم فهم (علي) أن يقدم أبا الأسود الدؤلي فأبى الناس عليه!!!
فقال له ابن عباس: اجعلني أحد الحكمين فوالله لأفتلن (لك) حبلا لا ينقطع وسطه ولا ينثر طرفاه. (ف‍) قال له علي: لست من كيدك وكيد معاوية في شئ (1) ولا أعطيه إلا السيف حتى يغلب الحق. قال (و) هو والله لا يعطيك إلا السيف حتى يعطيك الباطل (2) قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنك تطاع اليوم وتعصى غدا وهو يطاع ولا يعصى.
فلما انتشر على علي أصحابه قال: لله (در) ابن عباس إنه لينظر / 81 / ب / (إلى) الغيب من ستر رقيق (3)

(١) ومثله في عنوان: " أمر الحكمين " من حوادث وقعة صفين من الطبعة الأزهرية من كتاب العقد الفريد: ج ٣ ص ١١٤.
ولم يعلم من أين أخذ ابن عبد ربه هذا المطلب الضعيف المعارض لما جاء في كثير من المصادر (٢) كذا في أصلي، وفي الطبعة الأزهرية من العقد الفريد: " حتى يغلبك الباطل؟ ".
هذا خلاف ما جاء في المصادر الموثوقة، وما أدري من أين أخذ المؤلف هذا المطلب، والذي جاء في مصادر عديدة: أنه لما اتفق جمهور جند العراق على قبول التحكيم وأكرهوا أمير المؤمنين عليه السلام على قبوله، أراد عليه السلام أن يجعل ابن عباس حكما ولكن الأشعث وعشيرته والخوارج أبوا عليه ذلك، فأراد أن يختار الأشتر للحكومة، فأبى عليه الأشعث ومن على شاكلته.
(٣) هذا تقول على أمير المؤمنين عليه السلام فإنه كان ينظر إلى الغيب بلا ستار، كما قال عليه السلام: " لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ".
وابن عباس وغيره إن كان عندهم شئ من علم الحقائق والاسرار، فهم عياله في ذلك، كما يدل على ذلك قول ابن عباس: علمي بالنسبة إلى علم علي كالقرارة في البحر المثعنجر. هذا أو قريب منه، وببالي أن الحديث مذكور في مادة " ثعجر " من كتاب لسان العرب والقاموس وتاج العروس: ج ٣ ص ٧٥.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319