جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٨٩
ثم خطب (عثمان) بعد ذلك فقال في خطبته: يا هؤلاء الغر؟ الله الله في فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنهم ملعونون على لسان نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم (1).
فثار القوم وحصبوهم حتى أخرجوهم من المسجد وحصبوا عثمان حتى صرعوه عن المنبر وغشي عليه واحتمل إلى داره وأقبل علي وطلحة والزبير يعودونه ويشكون بثهم وما لقوا من الناس ثم رجعوا إلى مكانهم.
وتفاقم الامر وطمع أولئك الاحلاف (في عثمان) وضيقوا عليه.
ولزم الصحابة بيوتهم وصار إليه جماعة من أبنائهم منهم الحسن والحسين وعبد الله بن الزبير فكانوا يناضلون (من دونه كراهة) أن يصل أحد (إليه فيقتله).
وأسلمه بعض الناس رجاء أن يصير إلى واحدة مما (طلبوه منه و) هو أن يعزل نفسه أو يسلم إليهم مروان الطريد فإنه (كان) أصل هذه (الفتنة ولكن لم يرض عثمان بأي واحد من الامرين).

(١) أكثر ما أورده المصنف في هذا الباب مرسلة اختلقها أولياء عثمان، وأعضاد معاوية وأعوان بني أمية تدعيما لباطلهم، وحذفوا أسانيدها مخافة أن ينتبه القراء أنها من سنخ استشهاد الثعلب بذنبه!!!
وكيف يمكن أن يقال: إن الصحابة لزموا بيوتهم والحال أن أكثرهم - وفي طليعتهم طلحة والزبير - كانوا من الثائرين عليه والمشجعين للثوار، حتى أن طلحة في أيام حصار عثمان استولى على بيت المال وطرد عمال عثمان وأخذ منهم المفاتيح.
ورى البلاذري أن عليا عليه السلام مر بدار بعض آل أبي سفيان فسمع بعض بناته تقول:
ظلامة عثمان عند الزبير * وأوتر منه لنا طلحة هما سعراها بأجذالها * وكانا حقيقين بالفضحة فقال علي: قاتلها الله ما أعلمها بموضع ثارها!!.
وكان ابن الأبتر عمرو بن العاص يقول: إني كنت لا حرض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل. كما في حوادث العام: (٣٥) من تاريخ الطبري: ج ٤ ص ٣٥٧ ط مصر.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 195 196 ... » »»
الفهرست