جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٥
الباب الواحد والخمسون في خلافته (عليه السلام) وما اتفق فيها وصورة ما وقع أجمع المؤرخون أن عثمان لما قتل أقبل الناس يهرعون إلى علي رضي الله عنه وتراكمت الناس في طلب البيعة (1) فدخل بيته وأصفق عليه بابه / 69 / ب / وامتنع من الإجابة وقال:
إنما انا امرؤ من المسلمين من رضيتموه بايعته ورضيته. فأخرجوه من بيته فقبض يده فبسطوها وقالوا له: الله الله في أمة محمد (ص). فقال: ليس ذلك إليكم إنما ذلك لأهل بدر.
فأقبل أهل بدر إليه ليبايعوه فقال: أين طلحة والزبير وسعد؟ فأقبلوا وبايعوه ثم بايعه المهاجرون والأنصار ولم يتخلف عنه أحد ممن هو حاضر بالمدينة وذلك يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكان أول من بايعه طلحة وكانت إصبعه شلاء فنظر إليها وقال: ما أخلقه أن ينكث؟! فكان كما قال (2).

(١) وقريبا منه رواه ابن عبد ربه المتوفى سنة: " ٣٢٨ " في عنوان: " خلافة علي بن أبي طالب " من كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم من كتاب العقد الفريد: ج ٥ ص ٥٧ طبعة لبنان، ولكن تعبير: " أجمع المؤرخون " غير موجود فيه، وفيه: " فتراكمت عليه الجماعة في البيعة... ".
وليلاحظ الحديث: " ٢٥٠ و ٢٥٢ " من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف: ج ٢ ص ٢٠٥ - ٢٠٦ ط ١ (٢) كذا في أصلي، وفي كتاب العقد الفريد: " فتطير منها علي وقال: " ما أخلقه أن ينكث " فكان كما قال علي رضي الله عنه.
ولكن في الحديث المتقدم الذكر من أنساب الأشراف: " فبصر بها اعرابي - حين بايع - فقال: ابتدأ هذا الامر أشل لا يتم ".
وفي رواية الطبري: " فنظر حبيب بن ذويب إلى طلحة حين بايع فقال: أول من بدأ بالبيعة يد شلاء، لا يتم هذا الامر " كما في أول خلافة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ الطبري: ج ٤ ص ٨٢٤ ط مصر، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست