ونقلت ما ذكره الشيخ كمال الدين الدميري في (كتاب) حياة الحيوان (1) عن شداد بن أوس قال: لما اشتد الحصار على عثمان رأيت عليا رضي الله عنه خارجا من منزله (معتما) بعمامة رسول الله (ص) متقلدا بسيفه وأمامه ابنه الحسن وعبد الله بن عمر في نفر من المهاجرين فحملوا على الناس وفرقوهم ثم دخلوا على عثمان / 112 / ب / فقال له علي: السلام عليك يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يلحق هذا الامر حتى ضرب المقبل والمدبر؟ وإني والله ما أرى القوم إلا سيقتلونك فمرنا فلنقاتل!
فقال عثمان: أنشد الله رجلا لله عليه حقا أو لي عليه حقا أن يهريق بسبي محجمة دم.
فأعاد عليه القول فأجابه بمثل ذلك، (قال:) فلقد رأيت عليا خارجا من الباب وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنا قد بذلنا المجهود.
وحدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري (2) قال: رأيت ناسا كانوا عند فسطاط عائشة وأنا معهم بمكة فمر بنا عثمان فما بقي أحد من القوم إلا لعنه غيري وكان فيهم رجل من أهل الكوفة وكان عثمان أجرأ على الكوفي من غيره فقال: يا كوفي أتشتمني؟
أقدم المدينة. كأنه يتهدده فقيل له: عليك بطلحة. (فاستشفع الكوفي بطلحة عند قدومه إلى المدينة) فانطلق به (طلحة) إلى عثمان فقال عثمان: والله لأجلدنه مائة جلدة!!!
قال (طلحة): والله لا تجلده إلا أن يكون زانيا. قال: والله (لأ) حرمنه عطاءه. قال (طلحة): الله يرزقه.