جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٧٧
ونقلت ما ذكره الشيخ كمال الدين الدميري في (كتاب) حياة الحيوان (1) عن شداد بن أوس قال: لما اشتد الحصار على عثمان رأيت عليا رضي الله عنه خارجا من منزله (معتما) بعمامة رسول الله (ص) متقلدا بسيفه وأمامه ابنه الحسن وعبد الله بن عمر في نفر من المهاجرين فحملوا على الناس وفرقوهم ثم دخلوا على عثمان / 112 / ب / فقال له علي: السلام عليك يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يلحق هذا الامر حتى ضرب المقبل والمدبر؟ وإني والله ما أرى القوم إلا سيقتلونك فمرنا فلنقاتل!
فقال عثمان: أنشد الله رجلا لله عليه حقا أو لي عليه حقا أن يهريق بسبي محجمة دم.
فأعاد عليه القول فأجابه بمثل ذلك، (قال:) فلقد رأيت عليا خارجا من الباب وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنا قد بذلنا المجهود.
وحدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري (2) قال: رأيت ناسا كانوا عند فسطاط عائشة وأنا معهم بمكة فمر بنا عثمان فما بقي أحد من القوم إلا لعنه غيري وكان فيهم رجل من أهل الكوفة وكان عثمان أجرأ على الكوفي من غيره فقال: يا كوفي أتشتمني؟
أقدم المدينة. كأنه يتهدده فقيل له: عليك بطلحة. (فاستشفع الكوفي بطلحة عند قدومه إلى المدينة) فانطلق به (طلحة) إلى عثمان فقال عثمان: والله لأجلدنه مائة جلدة!!!
قال (طلحة): والله لا تجلده إلا أن يكون زانيا. قال: والله (لأ) حرمنه عطاءه. قال (طلحة): الله يرزقه.

(1) شداد بن أوس هذا هو أخو حسان بن ثابت وهم متوغلون في حب عثمان، وحديثه هذا إن صح يدل على أنهم وإمامهم الذين لجأوا إليه وهو معاوية من أهل الضلال حيث افتروا على علي أنه قتل عثمان أو أعان قاتليه أو سعى في قتله، وكفى بهذا لهم انحرافا عن الحق وخزيا في الدنيا والآخرة.
(2) والحديث رواه ابن عبد ربه في أواخر ترجمة عثمان من العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم من العقد الفريد: ج 3 ص 91 ط سنة (1346) بمصر وفي لبنان ج 5 ص 54. ورواه أيضا أبو بكر ابن أبي شيبة في الحديث: (10677) في كتاب الامراء، من المصنف: ج 11، ص 90 ط 1 الهند، قال:
حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد (قال:) إن أناسا كانوا عند فسطاط عائشة، فمر عثمان (وهو) إذ ذاك بمكة قال أبو سعيد: فما بقي أحد منهم إلا لعنه أو سبه غيري؟! وكان فيهم رجل من أهل الكوفة فكان عثمان على الكوفي أجرأ منه على غيره فقال: يا كوفي أشتهي (أن) أقدم المدينة - كأنه يتهدده - قال: فقيل له: عليك بطلحة. قال: فانطلق معه طلحة حتى أتى عثمان (ف‍) قال عثمان (للكوفي): والله لأجلدنك مائة. قال طلحة: والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا. فقال: لأحرمنك عطاءك. قال طلحة: إن الله سيرزقه.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319