الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم وما اتفق على أهل النهروان؟
وذلك إن عليا عليه السلام لما اختلف عليه أصحابه أهل النهروان والقرى؟ وأصحاب البرانس نزلوا قرية يقال لها: حروراء وذلك بعد وقعة صفين فخرج علي إليهم وقال لهم:
يا هؤلاء من زعيمكم؟ قالوا: ابن الكواء. قال: فليبرز إلي. فبرز إليه ابن الكواء فقال له علي رضي الله عنه: يا ابن الكواء ما أخرجكم علينا بعد رضا (كم ب) الحكمين ومقامكم بالكوفة؟ قال (ابن الكواء): قاتلت بنا عدوا لا يشك في جهاده فزعمت أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار فبينا نحن كذلك إذ أرسلت منافقا وحكمت كافرا وكان من شكك في أمر الله أن قلت للقوم حين دعوتهم كتاب الله بيني وبينكم فإن قضى الله علي تابعتكم وإن قضى عليكم تابعوني. فلولا شكك لم تفعل هذا والحق في يدك؟!
فقال علي: يا ابن الكواء إنما الجواب بعد الفراغ أفرغت فأجيبك؟ قال: نعم.
قال عليه السلام: أما قتالك لعدوك وأنت لا تشك في جهاده فصدقت ولو شككت / 86 / ب / لم تقاتلهم (1).
وأما قتالنا وقتالهم فقد قال الله في ذلك (ما) يستغنى به عن قولي (2).