جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة، وأن شر الناس عند الله إمام ضلالة ضل وأضل وأحيا بدعة مجهولة، وأمات سنة معلومة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: يؤتى بالامام الجائر يوم القيامة وليس معه ناصر ولا له عاذر فيلقى في جهنم (ف‍) تدور (به) دور الرحى ويلتطم في غمرة النار إلى آخر الأبد (1) وإني محذرك أن تكون إمام (هذه الأمة) المقتول الذي يفتح به باب القتل إلى يوم القيامة (و) يمرج به أمروهم إلى يوم القيامة (2).
فخرج عثمان وخطب خطبته التي أظهر فيها التوبة.
وكان علي رضي الله عنه كلما اشتكى من عثمان أرسل إليه ابنه الحسن (يبلغه ما يقول الناس فيه) فأرسل (عثمان) إليه كأنك ترى أن أحدا لا يعلم ما تعلم!! ونحن أعلم بما نفعل / 113 / أ / (3)!
فكف عنه (علي عليه السلام) ولم يبعث إليه بعدها (في) شئ.
ثم إنه (عليه السلام) في غضون ذلك (كان) يأمر الناس بالكف عنه ويقول: أيها الناس اتقوا الله في إمامكم وخليفتكم الله الله في أمره.
ثم إن عثمان صلى العصر (يوما) وخرج إلى علي يعوده من مرض عرض له ومعه مروان فرآه ثقيلا؟ فقال (له): أما والله ما أدري أي يوميك أحب إلي؟ ولولا أني أرى منك ما أرى ما تكلمت، أي يوميك أحب إلي أو أبغض أيوم حياتك أم يوم وفاتك؟ أما والله لئن بقيت لا أعدم (ك) شامتا، ولئن مت لأفجعن بك!! فحظي (منك) حظ الوالد المشتاق؟ من الولد العاق (4) إن عاش عقه وإن مات فجعه!!! فليتك جعلت لنا من أمرك علما نقف عليه ونعرفه، إما صديق مسالم أو عدو معالن!!! ولم تجعلني كالمنخنق؟ بين

(1) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: يرتطم بحمرة النار إلى آخر الأبد...
(2) وفي العقد الفريد: وأنا أحذرك أن تكون إمام هذه الأمة المقتول (الذي) يفتح به باب القتل والقتال إلى يوم القيامة يمرج بهم أمرهم ويمرجون.
(3) كذا في أصلي، وفي ترجمة عثمان من العقد الفريد: ج 3 ص 92:
وكان علي كلما اشتكى الناس إليه أمر عثمان، أرسل ابنه الحسن إليه، فلما أكثر عليه قال له (عثمان): " إن أباك يرى أن أحدا لا يعلم ما يعلم، ونحن أعلم بما نفعل فكف عنا!!! " فلم يبعث علي ابنه في شئ بعد ذلك.
(4) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: أما والله لئن بقيت لا أعدم شامتا بعدك كفا؟ ويتخذك عضدا، ولئن مت لا فجعن بك، فحظي منك حظ الألد المشفق من الولد العاق...
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319