وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية وما أسمعته عن أبي الهذيل أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنها دخلت على معاوية وهي عجوز فلما رآها معاوية قال: مرحبا بك يا عمة كيف كنت بعدنا (1) فقالت: يا ابن أخي لقد كفرت النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك من غير دين كان منك ولا سابقة في الاسلام لا لك ولا لآبائك بعد أن كفرتم برسول الله (ص) فأتعس الله منكم الجدود وصغر منكم الخدود (2) ورد الحق إلى أهله ولو كره المشركون وكانت كلمتنا هي العليا ونبينا هو المنصور، فوليتم علينا من بعده فأصبحتم تحتجون علينا وعلى سائر العرب بقربكم من رسول الله (ص) ونحن أقرب إليه منكم، وأولى بهذا الامر، وكنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل من (آل) فرعون وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه (من نبينا) بمنزلة هارون من موسى فغايتنا الجنة وغايتكم النار!!!
فقال عمرو بن العاصي: كفي أيتها العجوز الضالة / 128 / ب / واقصري عن قولك هذا مع ذهاب عقلك إذ لا يجوز شهادتك وحدك.
قالت (أروى): وأنت يا ابن النابغة تتكلم وأمك (كانت) أشهر بغي بمكة ( وآخذهن للأجرة أربع على ظلعك وأعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ولقد) ادعاك خمسة نفر من قريش (كلهم يزعم أنه أبوك) وسئلت أمك عنهم فقالت: كلهم أتاني فانظروا أشبههم (به) فألحقوه به (3) فغلب عليك شبه العاصي فلحقت به.
فقال مروان بن الحكم: (كفي) أيتها العجوز واقصدي لما جئت له.
فقالت: وأنت يا ابن الزرقاء تتكلم والله لأنت ببسر بن الحارث بن كلدة أشبه