ظن الجاهلية يقولون: هل لنا من الامر من شئ، قل إن الامر كله لله يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ها هنا، قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور. إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ".
قال البخاري: حدثنا عبدان (1) أخبرنا أبو حمزة، عن عثمان بن موهب، قال:
جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القعود؟ قال: هؤلاء قريش قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر. فأتاه فقال: إني سائلك عن شئ أتحدثني؟ قال: أنشدك بحرمة هذا البيت: أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟
قال: نعم. قال: فكبر (2).
قال ابن عمر: تعال لأخبرك ولا بين لك عما سألتني عنه.
أما فراره يوم أحد: فأشهد أن الله عفا عنه، وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه.
وأما تغيبه عن بيعة الرضوان: فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: هذه يد عثمان. فضرب بها على يده. فقال:
هذه لعثمان.