وكان أول من أسلم من الموالى، ونزل فيه آيات من القرآن منها قوله تعالى:
" وما جعل أدعياءكم أبناءكم " وقوله تعالى: " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " وقوله تعالى: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " وقوله: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " الآية. أجمعوا أن هذه الآيات أنزلت فيه، ومعنى: " أنعم الله عليه " أي بالاسلام " وأنعمت عليه " أي بالعتق، وقد تكلمنا عليها في التفسير.
والمقصود أن الله تعالى لم يسم أحدا من الصحابة في القرآن غيره، وهداه إلى الاسلام، وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة فولدت له أسامة بن زيد، فكان يقال له الحب بن الحب، ثم زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش، وآخى بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب وقدمه في الامرة على ابن عمه جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة كما ذكرناه.
وقد قال الإمام أحمد والامام الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة - وهذا لفظه -: حدثنا محمد بن عبيد، عن وائل بن داود: سمعت البهى يحدث أن عائشة كانت تقول:
ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمره عليهم، ولو بقى بعد لاستخلفه.
ورواه النسائي عن أحمد بن سلمان، عن محمد بن عبيد الطنافسي به.
وهذا إسناد جيد قوى على شرط الصحيح، وهو غريب جدا. والله أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان، حدثنا إسماعيل، أخبرني ابن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد،