فلذلك اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله، وهو مطيته، فأعطاه ثمنه ثم رده عليه وزاده مع ذلك.
قال: ففيه تحقيق لما كان أخبره به عن أبيه.
وهذا الذي سلكه السهيلي هاهنا إشارة غريبة وتخيل بديع. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد ترجم الحافظ البيهقي في كتابه " دلائل النبوة " على هذا الحديث في هذه الغزوة فقال: باب ما كان ظهر في غزاته هذه من بركاته وآياته في جمل جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
وهذا الحديث له طرق عن جابر وألفاظ كثيرة، وفيه اختلاف كثير في كمية ثمن الجمل وكيفية ما اشترط في البيع. وتحرير ذلك واستقصاؤه لائق بكتاب البيع من الاحكام والله أعلم. وقد جاء تقييده بهذه الغزوة، وجاء تقييده بغيرها، كما سيأتي. ومستبعد تعداد ذلك والله أعلم.