" يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك " يعنى حتى أخرج معك وأنصرك.
فعندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو مخرجي هم؟ " قال السهيلي:
وإنما قال ذلك، لان فراق الوطن شديد على النفوس، فقال: " نعم! إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " أي نصرك نصرا عزيزا أبدا.
وقوله " ثم لم ينشب ورقة أن توفى " أي توفى بعد هذه القصة بقليل، رحمه الله ورضى عنه، فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وجد، وإيمان بما حصل من الوحي، ونية صالحة للمستقبل.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، عن ابن لهيعة، حدثني أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة، أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال: " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض ".
وهذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلا. فالله أعلم.
وروى الحافظ أبو يعلى، عن شريح بن يونس، عن إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال: " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض، أبصرته في بطنان الجنة (1) وعليه السندس ".
وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال " يبعث يوم القيامة أمة وحده ".
وسئل عن أبي طالب فقال: " أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها ".
وسئل عن خديجة، لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن، فقال: " أبصرتها