وثبت في صحيح مسلم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب واستخرج منه علقة سوداء، فقال: هذا حظ الشيطان، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لامه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
وقد رواه ابن عساكر من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه ابن سعيد، عن ثابت البناني، عن أنس، أن الصلاة فرضت بالمدينة، وأن ملكين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبا به إلى زمزم فشقا بطنه فأخرجا حشوته في طست من ذهب فغسلاه بماء زمزم ثم لبسا جوفه حكمة وعلما.
ومن طريق ابن وهب أيضا، عن يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه عن عبد الرحمن بن عامر بن عتبة بن أبي وقاص، عن أنس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال: قال خذوا خيرهم وسيدهم، فأخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمد به إلى زمزم، فشق جوفه ثم أتى بتور من ذهب فغسل جوفه ثم ملئ حكمة وإيمانا.
وثبت من رواية سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس.
وفي الصحيحين من طريق شريك بن أبي نمر، عن أنس، وعن الزهري عن أنس، عن أبي ذر وقتادة عن أنس، وعن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاسراء كما سيأتي قصة شرح الصدر ليلتئذ وأنه غسل بماء زمزم.
ولا منافاة لاحتمال وقوع ذلك مرتين، مرة وهو صغير، ومرة ليلة الاسراء ليتأهب للوفود إلى الملأ الأعلى ولمناجاة الرب عز وجل والمثول بين يديه تبارك وتعالى.