وتعرى (1) الناس بك. قال: فأمسك بسر ولم يؤذ أحدا من أهل الطائف، ثم نزل ودعا برجل من أصحابه فأرسله إلى قبالة (2) وبها يومئذ قوم من شيعة علي رضي الله عنه، فأمر بقتلهم، فقتلوا عن آخرهم (3).
قال: ثم سار بسر إلى نجران (4) وبها يومئذ رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له عبد المدان فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله (5)، وكان من شيعة علي رضي الله عنه، فقتله بسر بن [أبي] أرطاة وقتل ابنا له يسمى مالكا، فأنشأ بعض بني عمه يقول (6):
فلو لا أن أخاف صيال بسر * بكيت على بني عبد المدان (7) قال: ثم جعل بسر يتهدد أهل نجران بالقتل ويقول لهم (8): يا إخوان اليهود والنصارى! أما والله لئن بلغني عنكم أمر أكرهه من ولايتكم علي بن أبي طالب لأرجعن عليكم بالخيل والرجال ثم لأكثرن فيكم القتل، فانظروا لأنفسكم فقد أعذر من أنذر.
قال: ثم سار بسر بن [أبي] أرطاة إلى بلاد همذان وبها قوم من أرحب من شيعة علي بن أبي طالب، فقتلهم عن آخرهم.