ثم قالوا: لا نعطى الدنية في ديننا أبدا ونحن أحق (1) من ابن أبي قحافة. قال: فقال لهم ابن سلمة... (2) تعطوا الدنية في دينكم أن يسفكوا دماءكم باجماعكم ... (3) قال: فأبى القوم أن يطيعوه ولجوا في طغيانهم. قال: ودنا خالد بن الوليد من أرض بني أسد ثم دعا ابن محصن الأسدي (4) وثابت بن أرقم (5) الأنصاري وسعيد بن عمرو المخزومي فقال لهم: انطلقوا وتجسسوا إلي الخبر عن طليحة بن خويلد وأصحابه ولا تبطوا علي. قال: فمضى هؤلاء الثلاثة وجعلوا يتجسسون ويسألون عن طليحة وعن موضع عسكره. قال: فبينما هم كذلك إذ وقع عليهم نفر من أصحاب طليحة فقتلوهم (6) - رحمة الله عليهم. قال: وخالد بن الوليد لا يعلم بشئ من ذلك غير أنه انطوى عليه خبرهم كأنه أنكر أمرهم فركب في نفر من أصحابه وساروا فإذا هم بالقوم قتلى، فاغتم خالد والمسلمون لذلك غما شديدا ثم أمر بهم فحملوا ودفنوا في عسكر المسلمين. قال: وبلغ بني أسد أن خالد بن الوليد قد دنا من أرضهم فأقبلوا على طليحة بن خويلد فقالوا: يا أبا عامر! إنا نظن أن هذا الرجل قد سار إلى ما قبلنا وذلك أنا قتلنا ثلاثة نفر من أصحابه فلو بعثت من يتجسس لنا عن خبره. قال: قال طليحة: نعم، أرأيتم [إن] (7) بعثتم بفارسين بطلين على فرسين عتيقين أدهمين أغرين محجلين من بني نصر بن قعين (8) أتياكم من القوم بعين، فقال له بعض أصحابه: أبا عامر! أشهد أنك نبي حقا فليس هذا الكلام إلا من كلام
(١٢)