يعني باذ وسنذكر سببه سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة إن شاء الله تعالى.
ولما هزم باذ الديلم وسعدا وفعل بهم ما تقدم ذكره سبقه سعد فدخل الموصل وسار باذ في أثره فثار العامة بسعد لسوء سيرة الديلم فيهم فنجا منهم بنفسه ودخل باذ إلى الموصل واستولى عليها وقويت شوكته وحدث نفسه بالتغلب على بغداد وإزالة الديلم عنها وخرج من حد المتطرفين وسار في عداد أصحاب الأطراف فخافه صمصام الدولة وأهمه أمره وشغله عن غيره وجمع العساكر ليسيرها إليه فانقضت السنة.
وقد حدثنا بعض أصدقائنا من الأكراد الحميدية ممن يعتني بأخبار باذ ان باذا كنيته أبو شجاع واسمه باذ وان أبا عبد الله الحسين بن دوستك هو أخو باذ وكان ابتداء أمره انه كان يرعى الغنم وكان كريما جوادا وكان يذبح الغنم التي له ويطعم الناس فظهر عنه اسم الجود فاجتمع عليه الناس وصار يقطع الطريق وكلما حصل له شيء اخرجه فكثر جمعه وصار يغزو ثم ناه دخل أرمينية فملك مدينة أرجيش وهو أول مدينة ملكها فقوي بها وسار منها إلى ديار بكر فملك مدينة آمد ثم ملك مدينة ميافارقين وغيرها من ديار بكر وسار إلى الموصل فملكها كما ذكرناه.