ولم يكن مثل أبيه وجده، ثم إن دانية وسائر بلاد بني مجاهد صارت إلى المقتدر بالله أحمد بن سليمان بن هود في شهر رمضان سنة ثمان وبعين وأربعمائة.
وأما مرسية فوليها بنو طاهر واستقامت رياستها لأبي عبد الرحمن منهم المدعو بالرئيس ودامت رياسته إلى أن أخذها منه المعتمد بن عباد على يد وزيره أبي بكر بن عمار المهري، فلما ملكها عصى على المعتمد فيها فوجه إليه عسكرا مقدمهم أبو محمد عبد الرحمن بن رشيق القشيري، فحصروه وضيقوا عليه حتى هرب منها، فلما دخلها القشيري عصى فيها أيضا على المعتمد إلى أن دخل في طاعة الملثمين وبقي أبو عبد الرحمن بن طاهر بمدينة بلنسية إلى أن مات سنة وخمسمائة ودفن بمرسية وقد نيف على تسعين سنة.
وأما المرية فملكها خيران العامري وتوفي كما ذكرناه بعده ووليها العامري واتسع ملكه إلى شاطبة إلى ما يجاور عمل طليطلة ودام إلى أن قتل كما تقدم، وصارت مملكته إلى المنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن المنصور بن أبي عامر فولي بعده ابنه محمد فلما توفي عبد العزيز ببلنسية وأقام ابنه محمد بالمرية وهو يدبر بلنسية فانتهز الفرصة فيها المأمون يحيى بن ذي النون وأخذها منه وبقي بالمرية إلى أن أخذها منه صهره ذو الوزارتين أبو الأحوص المعتصم معن بن صمادح التجيبي، ودانت له لورقة وبياسة وجيان وغيرها إلى أن توفي سنة ثلاث وأربعين [وأربعمائة]، وولي بعده ابنه أبو يحيى محمد بن معن وهو ابن أربع عشرة سنة، فكفله عمه أبو عتبة بن محمد إلى أن توفي سنة ست