العباس فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا إلى اخر النهار فانهزم أبو العباس وأصحابه وسر منهم جماعة كثيرة.
وقصد أبو العباس جرجان وبها فخر الدولة فأكرمه وعظمه وترك له جرجان ودهستان وأستراباذ صافية له ولمن معه وسار عنها إلى الري وأرسل إليه من الأموال والآلات ما يجل عن الوصف.
وأقام أبو العباس بجرجان هو وأصحابه وجمع العساكر وسار نحو خراسان فلم يصل إليها وعاد إلى جرجان وأقام بها ثلاث سنين، ثم وقع بها وباء شديد ومات فيه كثير من أصحابه ثم مات هو أيضا وكان موته سنة سبع وسبعين [وثلاثمائة]، وقيل انه مات مسموما.
وكان أصحابه قد أساؤوا السيرة مع أهل جرجان فلما مات ثار بهم أهلها ونهبوهم وجرت بينهم وقعة عظيمة أجلت عن هزيمة الجرجانية وقتل منهم خلق كثير وأحرقت دورهم ونهبت أموالهم وطلب مشايخهم الأمان فكفوا عنهم وتفرق أصحابه فسار أكثرهم إلى خراسان واتصلوا بأبي علي بن أبي الحسن بن سيمجور وكان حينئذ صاحب الجيش مكان أبيه وكان والده قد توفي فجأة وهو بجامع بعض حظاياه فمات على صدرها فلما مات قام بالأمر بعده ابنه أبو علي واجتمع اخوته على طاعته منهم اخوه أبو القاسم وغيره فنازعه فائق الولاية وسنذكر ذلك سنة ثلاث وثمانين [وثلاثمائة] عند ملك الترك بخارى إن شاء الله تعالى.